الثلاثاء، 17 مايو 2011

الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها

الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها " أبو عبدالله سعيد بن علي بن يوسف " ....

مُساهمة أبو عبد الله سعيد بن علي في السبت فبراير 05, 2011 7:54 pm
الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي محمد الأمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى من أتبعه بإحسان إلى يوم الدين .. وبعد :
روى ابن ماجه والترمذي والبخاري في الأدب المفرد وحسن إسناده الألباني .. عن عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِحْصَنٍ أن النبي – صلى الله علية وسلم - قال : « مَنْ أَصْبَحَ مُعَافًى فِي بَدَنِهِ، آمِنًا فِي سِرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا »

فالأمنُ في الأوطان من أهم نعمِ الله على الإنسان ...
وكلُ نعمة تتطلب الشكر عليها ..
وشكرها بالاعتراف بها بالقلب باطنا .. والثناء على المنعم بها باللسان ظاهرا وتصريفَها في مرضات المنعم بها والمسديها .

ومن الكفر بنعمة الأمان التي انعم الله علينا بها في الأوطان ...
- العبثُ باستقرار الوطن وأمنه .
- من الكفر بهذه النعمة العظيمة ؛ تأجيج نيران الأحقاد بين أبنائِهِ وتقويضِ دعائم أركان بنائه.
- من الكفر بهذه النعمة العظيمة ؛ استغلال معاناة الجماهير الكادحة المرْهَقة التي أرهقها الفقر وطحنها الغلاء ؛ لتكون وقودًا لمعركةٍ فاشلةٍ ظالمة ، الغالب فيها والمغلوب فيها خاسران ..


وما رأيناه من أحداث الشغب والتدمير والحرق والسلب والنهب وسفكٍ للدماء وهتكٍ للأعراض ...
عملٌ إجراميٌ محرمٌ شرعًا بإجماع المسلمين .. ؛
لما فيه من هتكٍ لحرماتِ الإسلامِ المعلومةِ بالضرورة ...
هتكٍ لحرمة الأنفس المعصومة .

وما من جريمة أبشع من التجرؤ على حرمات الله ، وظلم عبادَ الله وإخافة المسلمين وترويعهم في أوطانهم ... وويل لمن استحل أو تجرأ على فعل ذلك.. فويل له ، ثم ويل له من عذاب الله ونقمته ومن دعوة تحيط به نسألُ اللهَ أن يكشف ستره وأن يفضح أمره

إن هذه الأحداث المؤلمة التي عمت بلادنا بالتخريب والتدمير والفساد والسلب والنهب وترويع الآمنين ..
إنما هو محض فسادٍ وإفساد .. ومحض جُرُمٍ وإجرام
تأباه الشريعة المحكمة والفطرة السليمة وجاءت النصوص قاطعة بتحريمه .. محذرةٌ من مصاحبة أهله ؛ قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴾
البقرة : 204- 205

وقال جل وعلا : ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾

حرمت الدماء


وقد شدد وأغلظ الإسلام في الوعيد لمن يسفك دمًا بغير حل فقال سبحانه :
﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾

وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم : « لا تَرْجِعوا بعدي كفارًا يضرب بَعْضُكُم رقابَ بعض »

وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَرْفَعُهُ « يَأْتِي الْمَقْتُولُ مُعَلِّقًا رَأْسَهُ بِإِحْدَى يَدَيْهِ مُلَبِّبًا قَاتِلَهُ بِيَدِهِ الْأُخْرَى تَشَحَّطُ أَوْدَاجُهُ دَمًا حَتَّى يَقِفَا بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ تَعَالَى يَقُولُ يَا رَبِّ سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي »

وعند البخاري من حديث عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم « لَنْ يَزَالَ الْمَرْءُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ، مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا »

وعنده كذلك موقوفا على ابن عمر « إِنَّ مِنْ وَرَطَاتِ الْأُمُورِ الَّتِي لَا مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا سَفْكَ الدَّمِ الْحَرَامِ بِغَيْرِ حِلِّهِ »
والمقصود الذي يشير إليه عبد الله بن عمر في حديثه هذا بقوله : بِغَيْرِ حِلِّهِ .
يفسره قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال :
« لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ الثَّيِّبُ الزَّانِ وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ ».

فاتقوا الله عباد الله في دماء إخوانكم وفي أموالهم وفي أعراضهم فقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم - فيما رواه مسلم في صحيحه : « كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ مَالُهُ وَعِرْضُهُ وَدَمُهُ حَسْبُ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ ».

في الصحيحين من خطبته – صلى الله عليه وسلم - يوم النحر قال : « فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ».

وفي الصحيحين عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ أَنَّهُ سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال : أَرَأَيْتَ إِنْ لَقِيتُ رَجُلاً مِنَ الْكُفَّارِ فَقَاتَلَنِى فَضَرَبَ إِحْدَى يَدَىَّ بِالسَّيْفِ ثُمَّ لاَذَ مِنِّى بِشَجَرَةٍ فَقَالَ أَسْلَمْتُ لِلَّهِ . أَفَأَقْتُلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَعْدَ أَنْ قَالَهَا ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم - « لاَ تَقْتُلْهُ ». فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ قَطَعَ يَدِى .
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم - « لاَ تَقْتُلْهُ فَإِنْ قَتَلْتَهُ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَتِكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ وَأَنْتَ بِمَنْزِلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ كَلِمَتَهُ الَّتِى قَالَ ».

بل قد حرم الله القتل وإراقة الدماء في كل كتاب وعلى لسان كل نبي ورسول
فقال تعالى : ﴿ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ﴾

قبل أن نكون مصريين تحكمنا الأهواء والعواطف والقوانين الوضعية ، فنحن ..
إن هذا الذي جري على أرض مصر ولا يزال ينبغي أن يُضع على ميزان الشريعة المحكمة لاستقصاء حقيقته والوقف على صحته أو بطلانه فقبل أن نكون مصريين تحكمنا الأهواء والعواطف الجياشة والقوانين الوضعية فنحن مسلمون يحكمنا ديننا ونتبع هدي نبينا – صلى الله عليه وسلم - وقد قال ربنا: ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ...... الآيات .

ينبغي أن يُسمع لصوت الحق .. ﴿ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ﴾ والحق هو ما نطق جاء في كتاب ربنا أو في سنة نبينا – صلى الله عليه وسلم - ﴿ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ﴾
فالحق أحق أن يتبع ..... كرهه من كرهه ورضيه من رضيه ..


عباد الله إن البلاد تمر بفتنة كبيرة لا يعلم عواقبها إلا الله تبارك وتعالى وليس بوسعنا إلا أن نفعل إلا ما أمرنا به نبينا – صلى الله عليه وسلم - في الفتن فقد ثبت عنه – صلى الله عليه وسلم - من حديث أبي بَكَرَة : قَالَ رَسُوْلُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -:« إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي فِيهَا ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي إِلَيْهَا ، أَلاَ فَإِذَا نَزَلَتْ أَوْ وَقَعَتْ ، فَمَنْ كَانَ لَهُ إِبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بِإِبلِهِ ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ ».

قَالَ : فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُوْلَ اللهِ! أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِبِلٌ وَلاَ غَنَمٌ وَلاَ أَرْضٌ ؟ قَالَ :
« يَعْمِدُ إِلَى سَيْفِهِ فَيَدُقُّ عَلَى حَدِّهِ بِحَجَرٍ ، ثُمَّ لْيَنْجُ إِنْ اسْتَطَاعَ النَّجَاءَ ، اللَّهُمَّ ! هَلْ بَلَّغْتُ ؟ اللَّهُمَّ! هَلْ بَلَّغْتُ ؟ اللَّهُمَّ! هَلْ بَلَّغْتُ؟ ».

قَالَ : فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُوْلَ اللهِ! أَرَأَيْتَ إِنْ أُكْرِهْتُ حَتَّى يُنْطَلَقَ بِي إِلَى أَحَدِ الصَّفَّيْنِ أَوْ إِحْدَى الْفِئَتَيْنِ ، فَضَرَبَنِي رَجُلٌ بِسَيْفِهِ أَوْ يَجِئُ سَهْمٌ فَيَقْتُلَنِي ؟ قَالَ :« يَبُوءُ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِكَ وَيَكُونُ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ »


ووقف سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - موقف الحياد في الفتنة بين معاوية وعلي رضي الله عنهم، ووضح بنفسه سبب حيده، فقال: ( أني لا أقاتل حتى تأتوني بسيف له عينان ولسان وشفتان، فيقول: هذا مؤمن، وهذا كافر)




عباد الله الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها


فأول الغيث قطرة، ومعظمُ النارِ من مستصغرِ الشرر ..
إن هذه المظاهرات التي اجتاحت بلاد المسلمين إنما هو شرٌ مستطير ومحض فساد عظيم .. لأنها باب عظيم لإشعال الفتن وهذه بدعة لم تأتي إلينا من الكتاب ولا من السنة وإنما من فعل بلاد الغرب ...

ولو كانت مباحة أي من الأمور التي سكت عليها الشرع ؛ إذ أنها تخرج للتعبير عن الرأي بشكل حضاري سلمي ..

حينئذ يُنظر إلى الواقع هل يأمن من يقول بذلك عدم حدوث مخالفات شرعية من اختلاطٍ وسبٍ وإفساد للممتلكات العامة والخاصة ..؟

هل يأمن من يجيز الخروج للتعبير عن الرأي أن يندس فيما بينهم المخربين لإشعال نار الفتنة وما أكثرهم ؟؟ فلا يأمن ذلك رجل عنده أدنى بصيرة لواقع المسلمين اليوم .. فيمنع ذلك المباح ( على أقل التقديرات ) من باب سد الذرائع المفضية إلى الفساد والإفساد وإراقة الدماء وشق عصى المسلمين وتفريق شملهم وتمزيق جماعتهم .


النهي والتحذير من الخروج على الحاكم



وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخروج على الحكام وألا ننابذهم
ولا ننازعهم الأمر ...

ففي الصحيحين - عن عبادة بن الصامت قال : دَعَانَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- فَبَايَعْنَاهُ فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِى مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا وَأَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ قَالَ « إِلاَّ أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ ».

وروى مسلم عن حذيفة بن اليمان قول النبى صلى الله عليه وسلم :
« يكون بعدى أئمة لا يهتدون بهديى ، ولا يستنون بسنتى، وسيقوم منكم رجال قلوبهم قلوب الشياطين فى جثمان إنس »
قال فقلت : كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك ؟
قال « تسمع وتطيع وإن ضُرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع»

روى مسلم عن عوف بن مالك الأشجعى قول النبى صلى الله عليه وسلم «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ويصلُّون عليكم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنونكم » قال : قلنا يا رسول الله ، أفلا ننابذهم عند ذلك ؟ قال « لا ، ما أقاموا فيكم الصلاة ،ألا من ولى عليه وال فرآه يأتى شيئا من معصية الله فليذكره ما يأتى من


معصية اللّه ، ولا ينزعن يدا من طاعة » والصلاة فى الحديث معناها الدعاء ، والمنابذة نزغ البيعة

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ( رحمه الله ) : " ومن تأمل الفتن العظام التي وقعت على أهل الإسلام ؛ تبدى له ظاهرا أن ذلك إنما كان بسبب منازعة أهل السلطان .

وكذلك قال تلميذه العلامة ابن القيم ( رحمه الله تعالى ) : " فكل الكروب الجسام والخطوب العظام ... إنما وقعت على أمة الإسلام ؛ بسبب منازعة ذوي السلطان ... والأمر من ها هنا لا من هاهنا . والله يؤتي الملك من يشاء ويسلبه ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء .

ومن طلب الإمارة لا يؤتاها .... ومن نازع على الملك حُرِمَه
كذلك كان علمائنا المحققين من علماء الأمة ممن تكلموا بعلم وسكتوا لما سكتوا بحلم .

كذلك عبادَ الله .. من الجُرم العظام استغلال الفتنة في كسب المال المحرم كهؤلاء الذين بادروا بالاستبداد والاستغلال برفع الأسعار ليرجو كسبٍ محرم لا يعود عليهم إلا بالهلاك والتدمير والخسران
فقد أخرج نعيم بن حماد في ( الفتن ) عن عبيد الله بن أبي جعفر مرسلا :
« ستكون فتنة لا ينجو منها إلا من لم يصب منها شيئا فمن أصاب من مالها كمن أصاب من دمها ».
فاتقوا الله عباد الله في إخوانكم واتقوا الله في دينكم ... وأعلموا أن من أهم أسباب هذه المحنة وهذه الفتنة إنما ذنوب العباد وبعدهم عن ربهم ...
فقد اشتكى الناسُ يوما للحسن البصري من ظلم الحجاج فقال لهم : إنما الحجاج عقوبة وعقوبة الله لا تدفع بالسيوف وإنما بالاستغفار ... فاستغفر الله وتوبوا إليه لعلكم ترحمون .

فالْزَموا الجادة عبادَ الله وأعلموا أن هذا الوطن المسلم أمانة في أعناقكم وأن قرة عين الشيطان أن تقع الفوضى في جنباته ...
نسأل الله العلي الكبير الملك القدير أن يجعل مصر أمنًا وأمانا وأن يحفظ شبابها ويلهمهم الرشد .. وأن يولي علينا خيارنا .. وهو حسبنا ونعم الوكيل وبالإجابة كفيل .

http://daralnaeem.ahlamontada.com/t334-topic ( المصدر )

هناك تعليق واحد: