الخميس، 22 ديسمبر 2011

أحلام من العيار الثقيل

الرسالة الاولى
************
إلى عبود العلي :
أيها الفارس العربي الملثم بوشاح العزة والكرامة .. أيها الغيور على عروبتك ودينك وعرضك وتملك بأحلامك شجاعة وجسارة .. ما أشجعك وأنت ترسم خارطة طريق لا أحلامك المستحيلة .. ما أروعك وأنت تمتطي جوادا عربيا أصيلا وتتراقص به في واحة أحلامنا الجميلة .. ما أجمل رقصتك أيها الفارس المغوار .. ما أفرسها أحلامك ، وان بدت أحلامك كلها انتحار
سأعيد كتابة أحلامك ليس حبا في تكرارها وإنما عشقا فيها وأملا في تحقيقها.. نبحث في طياتها عن المعقول الذي هو زينة العقل وعن اللامعقول الذي هو سراب لا يرتجى ماؤه ..
إن أحلامك يا سيدي كما أوردتها إن هي إلا شجار بين اللاشعور الذي هو دفين العقل وبين الشعور الذي قد يذهب بالعقل

أحلامنا قد تتحقق
***************
كل منا له أحلامه التي قد تتحقق إذا أصر على محاولة تحقيقها بما يتفق وإمكاناته المتاحة دون المبالغة في قدرة هذه الإمكانات على تحقيق هذه الاحلام
واقصد بالأحلام هنا ( أحلام اليقظة ) والتي هي عبارة عن استجابات بديلة للاستجابات الواقعية فإذا لم يجد الفرد وسيلة لإشباع دوافعه في الواقع فإنه قد يحقق إشباعا جزئياً عن طريق التخيل وأحلام اليقظة وبذلك يخف القلق والتوتر المرتبط بدوافعه. فالفقير يحلم بالثراء والفاشل قد يتخيل أنه وصل إلى قمة المجد.
و يلجأ معظم الناس إلى أحلام اليقظة أحياناً ، ولكن الأسوياء سرعان ما يعودون إلى الواقع ، أما الاستغراق الشديد فيها إلى درجة استنفاد جزء كبير من الطاقة النفسية ، فذلك يؤدى الإسراف فيها بشكل عصبي مرَضي، قد ينتهي إلى العجز عن التمييز بين الواقع والخيال . و عن طريق أحلام اليقظة والإصرار على تحقيها،يمكن للشخص الوصول لما أراد أو تخيل في أحلامه التي يصر على تحقيقها.

أحلام عبود العلي :
***************

الحلم الأول : نحرر فلسطين .. كل فلسطين من النهر إلى البحر
الحلم الثاني : ا ن يصبح لنا اتحاد دول عربيه ولو كاتحاد أوروبا
والثالث والرابع والخامس... الخ
أن يذهب الواحد منا دون حاجه لفيزا لأي بلد عربي
أن يسمح للفلسطيني بالعمل الشريف بلبنان
أن أرى في الحج الأكبر عدم التميز بين مسئول وغير مسئول بين غني وفقير كما أراد الله لا كما أراد القائمون على أمر الحج
أن نطبق قول الرسول الكريم لا فضل لعربي على أعجمي ولا لابيض على اسود إلا بالتقوى
و احلم أن توزع ثروات البلاد بالعدل حتى لا أرى المليارات عند الأمراء لا لأنهم يعملون فيكسبون بل لان ثروات البلاد لهم وحدهم دون الناس وأبناء الصومال يموتون جوعا وعطشا ولا مغيث
احلم بثورات عربيه حقيقية غير مزوره أو مسروقة
احلم أن ينتظر الأمريكي والأوربي بل والصهيوني لا بل والإسرائيلي على أبواب السفارات العربية للحصول على فيزا دخول البلد العربي كما انتظر أنا العربي ابن العربي
احلم أن اصحوا من كابوس الدم والقتل بلا سبب احلم
أن تكون غيرتي وحميتي لحماية المبادئ والثوابت والأخلاق وان أقولها عاليا.. لا ثم لا .. ثم ألف لا للحمية الجاهلية الأولى
وهنا يتوقف صديقنا عبودالعلى عن سرد أحلامه مؤقتا ويقول :
أكتفي اليوم بهذه الجرعة على أمل المتابعة لأحلام أخرى إن وجدت لأحلامي مكانا قرب أحلامكم

الأحلام لا تتحقق بالتمني
********************

بعد قراءتي لأحلام الفارس العربي ( عبود العلي ) استوقفتني ذاكرتي قليلا قبل أن امسك قلمي واشرع في الرد عليه فعدت بها إلى سنوات الدارسة حينما كنت ادرس القانون بكلية الحقوق جامعة الزقازيق بمصرنا العزيزة وتذكرت كيف كانت أحلامنا وكيف كانت طموحاتنا فكدت افقد الوعي من هول الصدمة إن أحلام العلي هي هي ذاتها أحلامنا منذ أكثر ربع قرن .. أن تتوحد بلاد الأمة العربية .. ان نحرر فلسطين من الكلاب الصهيونية ، إزالة كل الفواصل والحدود بين الدول العربية التي ما انزل الله بها من سلطان وإنما رسمتها لنا يد الاستعمار .. أن يرتوي أبناء موريتانيا من ماء مصر العفية ، أن ينعم أبناء الصومال بالخيرات الشامية ، أن يبلل المغربي ثيابه بماء السحاب على تلال جبال الشيخ في الأراضي اللبنانية ، أن تستمتع فضليات لبنان بسحر تونس وشمسها على سواحلها الخرافية ، أن يأتي العراقي إلى السودان والجزائري إلى سواحل الخليج العربي بكل حرية .. الخ
هي هي ذاتها نفس الأحلام تتشابه وذات الأمنيات تتقارب
أيها الفارس العلي العربي لا تتحقق الأحلام بالتمني ..
يقول أمير الشعراء احمد شوقي : في قصيدة له بعنوان ( سلوا قلبي ) في العام 1946 بعد الميلاد
وما نيل المطالب بالتمني … ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال … إذا الإقدام كان لهم ركابا
أتدري أيها الفارس ما معنى غلابا ( بكسر الغين ) أي بالقوة .. وهنا اذكر نفسي وإياك بقول الله عز وجل " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم " صدق الله العظيم الآية 16 من سورة الأنفال
ولنا في رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة فقد روى الطبري وغيره : عن عقبة بن عامر قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل : فقال : ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي ، ثلاثا
فأين نحن من ذلك أيها الفارس العربي الشجاع

أحلامنا بالإيمان ستتحقق إن شاء الله
******************************

لن أطيل عليك ولا على قارئي الكريم فأحلامنا كلها ستتحقق إن شاء الله ولكن هذا الأمر مرهون بالاتي :
1- اعلم أين أنت من عدوك
2- تيقن من أن التقوى زادك والعلم مدادك والقوة استعدادك
3- ليكن شعارك .. العمل عباده والإخلاص فيه ريادة
4- تحلى بالصبر عند المحن ، وجاهد النفس عند الفتن
5- وأطع ولي الأمر فيما لا يغضب الله ولا تخشاه في الحق لأنه إن ضل أضل

ايها الفارس العربي : قد لا تجد في هذه الرسالة ما يروي ظمأ احلامك ولكن هذه الرسالة هي المقدمه التي ارجو ان تتعايش مع كلماتها لنصل من خلال ايماننا بكل ماجاء بها الى رسالتنا الثانية اليك والتي ستكون باذن الله اشبة بالحوار الذي سنناقش فيه احلامك كما وردت في هذه الرسالة